عند الحديث عن معالجة التنمر المدرسي فقد أصبح التنمر متفشيا في جميع المدارس بكل أنحاء العالم.
آلاف الأطفال يتلقون الإهانات ويتعرضون لشتى أنواع الشتائم ويُنعتون بألقاب فيها الكثير من الإساءة.
فعلا أصبحت المدرسة بوجود هذه الظاهرة في حالة صعبة. قد يكون الأطفال على استعداد لمواجهة المدرسين الأكثر صرامة، لكنهم يشعرون بالرعب من مجرد مواجهة مجموعة من المتنمرين.
وبرغم الكثير من الإجراءات والخطوات التي اتُخذت لوضع حد لهذه الآفة، لا يمكن إنكار استمرارها في التفشي.
توصلت الأبحاث إلى أن ظاهرة التنمر تزداد تفاقما مع مرور الوقت، في ظل تنوع المعتقدات والثقافات.
فقد دفع الخوف من التنمر حوالي 160.000 طالب إلى البقاء في بيوتهم بدل الذهاب إلى المدرسة.
في الواقع، ساهم التنمر في تمهيد الطريق لمفهوم التعليم المنزلي. لكن يبقى أخطر ما في التنمر هو أن ضحيتين من أصل تسعة يميلون للانتحار كوسيلة للهروب من تبعاته.
المحتوى
إحصائيات مهمة حول التنمر والابتزاز
14٪ من طلبة المدارس الثانوية في الولايات المتحدة يفكرون في الانتحار، من بينهم ما يناهز 7٪ يحاولون فعلا الانتحار كل سنة.
وهكذا، ومع استمرار انتشار وباء التنمر، أضحى عدد الوفيات عن طريق الانتحار في صفوف الطلبة في تزايد يوماً بعد يوم.
في السابق، كانت حالات التنمر غير منتشرة على نطاق واسع كما هو الحال الآن، حيث كان الناس يبلغون السلطات المختصة عنها.
أما الآن فقد أصبحت الظروف أكثر سوءً، فحتى الضحايا أنفسهم لم يعودوا يرغبون في التحدث عن هذه الظاهرة وليس فقط الشهود الذين يخشون أن يصبحوا أيضا من بين الضحايا.
التنمر عند الأطفال هو الأكثر خطورة بالرغم من أن تنمر الكبار له أيضاً آثاره البليغة.
معاناة ضحية التنمر
يتطور التنمر بشكل تدريجي وعلى مراحل مختلفة. وتختلف الخطورة من مرحلة إلى أخرى. ففي البداية تنطلق من مجرد نظرات من قبل الأقران.
لتبدأ بعد ذلك معاناة الطفل الضحية بالسخرية منه والهمس من حواليه في كل مكان يتواجد فيه.
ثم تأتي مرحلة ملاحقة الضحية بدعوته بألفاظ مسيئة ومهينة. أما الخطوة الأخيرة فتتمثل في الإيذاء البدني الذي يبدأ بالدفع والعرقلة، بل يصل إلى الضرب.
وفي بعض الحالات، يتخذ التنمر أشكالا متطرفة، يتم فيها استغلال الأطفال و”استعبادهم” من أجل تسلية المتنمرين.
وهذا يضر كثيرا بشخصية الضحية، وقد تستمر الآثار السلبية للتنمر لفترة طويلة، بل قد تلازم الضحية مدى الحياة، خاصة في غياب المتابعة والعلاج.
إن الأثر العميق الذي يلازم الضحية هو الاعتداء اللفظي، الذي على الطفل الضحية أن يتحمله باستمرار.
بعض المشاكل المطروحة
قد يستطيع المدرس أو الراشد وضع حد للإساءة الجسدية، لكن حتما لن يتمكن أي منهما من الحد من التدخلات اللفظية والتعليقات المؤذية التي يتعرض لها الطفل من قبل المتنمر.
وكما يقال، رغم أن اللسان أصغر عضو في جسم الإنسان، إلا أنه يلحق أكبر الأضرار.
وبقدر ما أن هذا أمر صحيح على أرض الواقع، إلا أن المعضلة الأساسية تكمن في أن الكثير من الناس يختارون التغاضي عن ظاهرة التنمر.
وهذا الجهل والتواطؤ مع فعل التنمر هو السبب من وراء تفاقم الوباء. فعندما يتم القبض على المتنمر متلبسا بفعله، يتلقى هو والضحية، في معظم الحالات، نفس العقوبة.
وهذا الأمر يزيد من تثبيط الضحية ويدفعه لعدم التحدث عما يصيبه من جراء هذه الظاهرة.
ولهذا يتحمل الأطفال ضحايا التنمر الآثار الجسدية والمعنوية طويلا، في حين يختار المدرسون وأولياء الأمور تجاهل الأمر بالقول أن هذا “يحدث في كل الأوقات” أو “إنها مجرد مرحلة وسوف تنتهي إلى زوال”.
إنه أمر خاطئ وما يجب فعله هو التفكير في اتخاذ خطوات للحد منه من أجل تربية طفلك بالشكل السليم.
ما على الوالدين فعله
كثيرا ما يخطأ الوالدان لاختيارهم الإنكار لعدم رغبتهم في تصديق أن طفلهم يمكن أن يكون منبوذا وهو ما يشعرهم بالخجل.
إنهم لا يدركون كيفية التعامل مع أطفالهم عندما يكتشفون أنهم أصبحوا عرضة لأهداف المتنمرين.
في ما يلي سنوضح دور الأبوين في مكافحة التنمر المدرسي من خلال بضعة خطوات يمكن اتخاذها عند علمك بأن طفلك سقط ضحية للتنمر:
تحديد مؤشرات التنمر
من الصعب معرفة ما إذا كانت هناك مشكلة ما لم يرجع طفلك إلى المنزل بكدمات على جسده أو آثار على عينيه.
كما أن عدم الاهتمام بالأنشطة المفضلة لطفلك وتغير نمط الأكل والنوم، وحالة الاكتئاب والانحراف عن الروتين المعتاد، كلها علامات توحي بأن طفلك تعرض للتنمر.
لهذا، إذا كنت تشك في تعرض طفلك للتنمر، فمن الأفضل التحدث إليه وإقناعه بأنه لا يوجد أي ضرر من اعترافه بما وقع له.
التحدث إلى الطفل
أولا وقبل كل شيء، عليك أن تدرك ما المقصود بالتنمر بالضبط وتشرح نفس الأمر لطفلك. وقد عرف الخبراء التنمر على أنه فعل إلحاق الأذى بالآخر عمدا، سواء كان ذلك معنويا أو جسديا أو وحتى نفسيا.
عليك أن تخبر طفلك أن المتنمرين يستطيعون أن يذهبوا إلى أبعد من مجرد الدفع والضرب.
يحتاج طفلك إلى إدراك الفرق بين الاختلاف في الشخصية وسلوك التنمر لأن الأطفال غالبا ما يخلطون بين الأمرين وأن المتنمرين سوف يحاولون تخويفه وقذفه بأشياء مهينة بل وقد يسلبون منه مصروفه اليومي في المدرسة.
عندما يخبر أحدهم طفلك بأنه لا يريد أن يلعب معه، فهذا ليس تنمرا. لكن التنمر هو أن يطلب من الآخرين ترك اللعب معه.
لذا فعلى طفلك أن يفهم هذا ليستطيع التمييز بين الفعلين.
دور الوالدين في مكافحة التنمر
اشرح لطفلك أنه ليس من الخطأ أنه أصبح ضحية للتنمر. إن ثقة طفلك بنفسه قد تهتز بشكل كبير مع استمرار تعرضه للتنمر.
لذا يجب عليك أن تقنعه أن ذلك ليس بسبب هويته أو شخصيته وأن المشكلة الحقيقية تكمن في المتنمر نفسه.
شجع طفلك على مناقشة المشكلة معك وقدر له ذلك وأكد له أنه بتبليغه الحقيقة فإنه يساهم في إنقاذ أطفال آخرين أيضا، وبذلك سيتم الحد من انتشار المزيد من التنمر.
يحتاج طفلك أيضا إلى أن يتعلم السبل إلى تجنب السقوط في فخ التنمر. يمكن أن تقترح عليه، مثلا، تغيير الحمام الذي يتواجد فيه المتنمر.
انصحه أيضا أن يلتحق بمجموعة الطلاب أثناء فترات الاستراحة ويتجنب من يتواجدون لوحدهم بعيداً عن الجماعة.
واشرح لطفلك أن التفاعل بالغضب والبكاء مع المتنمر لا يزيده سوى قوة ويشجعه على الاستمرار في سلوكه.
لأنه بمجرد ما يدرك أن ضحيته المفترضة لا يحس بالمضايقة، فإنه سوف يشعر بالملل ويتراجع. فتجاهل المتنمر، يجعل سلوكه رتيبا.
وهذه الخطوات تتطلب بعض الممارسة، لكنها في آخر المطاف فعالة جداً.
التواصل مع إدارة المدرسة
تواصل مع المسؤولين في المدرسة وشاركهم في معالجة الوضع ولا تدع الأمور تمر هكذا، وتتوقع أن تُحل المشكلة من تلقاء نفسها. فإشراك المدرسين والقائمين على المدرسة أمر ضروري.
أما إذا كان طفلك هو الضحية، فمن المحتمل أن هناك ضحايا آخرين أيضا. لتكن أنت مصدر الدفاع عن طفلك وتمكنه من الوقوف من جديد واسترجاع ثقته بنفسه.
التنمر سلوك خطير جداً، وقد وضعت المزيد من المدارس سياسة عدم التسامح المطلق معه. لكن ذلك لا يعني أنه قد تم إيقافه.
لقد وُضعت بالفعل قوانين لمكافحة التنمر ولم يعد المدرسون يتغاضون عنه، لكن القائمين على المدارس بإمكانهم فعل الكثير للحد من هذه الآفة.
ومع كل هذا، سيستمر الأطفال المتنمرون في البحث عن فرص لإهانة زملائهم وأقرانهم.
لذا يتوجب على الآباء والأولياء دعم أطفالهم في البيت ومدهم بالقوية الكافية للتعامل مع أي سلوك محتمل قد يعترضهم.
التعامل مع التنمر أو التعامل مع الابتزاز ليس بالأمر اليسير، لكن يجب أن تتعامل معه بالطريقة الصحيحة، وبالأخص عندما يكون طفلك هو الضحية.
السلام عليكم
ابنتى تعرضه للتنمر من قبل طالبات الصف الثاني والابتدائي ولها يومين تحلم بكوابيس وتبكي بحرقه ولا تنام طول الليل من الساعه ٨ الى ٣وهي في السرير تتقلب خائفه من البنات في الصف لانه سبق وتنمروا عليهم مجموعه
لا تسكتي عن حق بنتك وتوجهي لمكتب التعليم الخاص بمنطقتك وليس المدرسة وهما سيقومو بالازم وتابعي معهم
السلام عليكم
ابنتي تعرضت للتنمر من قبل طالبتين في فصلها و تم تبليغ المراقبه و لم يتم اتخاذ اي اجراء و عند التحدث مع المدرسه تم حذف الطالبه من مجموعه الطالبات كحل منها هي تستخدم برنامج واتس اب للتواصل مع الطالبات هل ستتاثر ابنتي بحذف ابنتي من مجموعة الواتس